responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 414
بين بشر من بنى الإنسان وبين الملأ الأعلى، بأسلوب يتناسب مع طبيعة الروحانية الإنسانية التى هى فى حقيقتها: فى من روحانية هذا العالم العلوى. وليس عجيبا أن يتصل النوع بأصله، وأن يعود الماء إلى نبعه، متى تعلقت بذلك الإرادة الإلهية.
ولقد جاء هؤلاء الرسل الكرام يرشدون الناس إلى الخير ويهدونهم سواء السبيل، وقد قص علينا القرآن الكريم من نبئهم، وذكر أن الله تبارك وتعالى أيدهم بنصره وآياته، وأن كثيرا منهم قد جاء قومه بما أعجزهم من خوارق العادات وعجائب الآيات، فسفينة نوح، وناقة صالح، وعصا موسى، وعجائب عيسى: كلها ورد ذكرها فى القرآن الكريم بما لا يدع مجالا للارتياب فيها، ولا للشك فى وقوعها وحدوثها على أيديهم صلوات الله تعالى وسلامه عليهم.

[عقيدة المسلم فى المعجزات]
وقد اختلف الناس فى أمر هذه المعجزات، وسنلخص فى هذا البحث: نظرة الإسلام الحنيف إليها، وما يجب أن يعتقده المسلم بخصوصها:

1 - تعريف المعجزة:
المعجزة: أمر خارق للعادة، يقع على يد نبى مقرونا بدعوى التحدى.

2 - الحاجة إليها فى تأييد الرسالة:
يخاطب الرسل عليهم الصلاة والسلام عقول الناس وأرواحهم، وفى هذه العقول ما هو مشرق مستنير، يدرك الحق بأشعته وأضوائه فيؤمن به ويسلم له ويهتدى بهديه.
وهؤلاء لا تحتاج الرسالة معهم إلى معجزات أو عجائب.
ومن هذه العقول ما هو مظلم متحجر صلب، لا تؤثر فيه موعظة ولا ينفع فى إرشاده ضياء، وهؤلاء كذلك ميئوس من إصلاحهم مهما كانت العجائب والمعجزات.
وكلا الصنفين قليل فى الناس، وإنما يكون عامة الناس ودهماؤهم فى درجة عادية من الإدراج العقلى، تحتاج إلى ما ينبهها من غفلتها ويوقظها من رقدتها، وليس ذلك إلا المعجزة تقرع آذانهم، وتتفتح عليها أبصارهم، فتحار فيها مداركهم وعقولهم، ويؤمنون بأن هذا النبى إنما يتحدث عن قوة فوق قوتهم، ويتصل بقدرة أعظم من قدرتهم، ويستمد من عالم أسمى من عوالمهم، ومن هذا الشعور يقادون إلى الإيمان، وتتفتح

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 414
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست